السبت، 25 أكتوبر 2008

حقوق المرأة




تحوّل المتحولات الصعبة
ارتباط الخطيئة بالمرأة أدخل البشرية في الخطيئة الدائمة , وقبل أن يستيقظ العقل البشري من انحرافه الطويل في نظام تضليل الوعي والسلوك , عاش في قلب الانحراف المنهمك في إخراج الوعي المعبر عن إقصاء المرأة عن فعالية الحياة الإنسانية وحصر دورها في الأعمال الروتينية والهامشية لفترة طويلة جداً استطاع الإنسان من خلالها أن يغير من نمطية الوجود الإنساني في العلاقة التفاعلية بين النساء والرجال لدرجة أظهرت هذه الحياة وكأتها نمط تكويني مرتبط بوجودهم من البداية , فتغير البناء الوظيفي القائم على التعاون بين الجنسين بما يوفر السيادة المرتبطة بالجانب الأحادي الذكري فقط , هذا الارتباط غير الموفق في إقامة حضارة بشرية صحيحة وإنسانية نظراً لتعطيلها نصف البنية العقلية الفاعلة في نظام الوجود .
لم يكتشف الإنسان نفسه ولم يفتش في بنيته النفسية والعقلية ليدرك مدى تعمق الأخطاء في البنية المشكلة مع تطور الوعي البشري ..... الوعي غير الواعي لنظامه المصيري في نظام الوجود ذاته. لم يسأل الإنسان نفسه سؤالاً مهماً حتى الآن ..... لماذا يكدس البشر الأخطاء الدائمة في مسيرة الوجود بالرغم من معرفة طبيعة الخطأ في بنيتها العامة والمؤثرة على مجرى التاريخ الإنساني ..... ؟
لماذا كثرة أنظمة الهداية ولم تتم الهداية حتى الآن ...؟
لماذا يتم تحريف أنظمة الهداية إلى واقع مخالف لنظامها ...؟
ويمكن أن نتوصل إلى سؤال أكثر أهمية . هل تطور العقل البشري نحو الخطيئة والانحراف
أم تطور نحو الخطيئة والانحراف بالهداية نفسها ولماذا ...؟
لماذا لم تستطع أنظمة الهداية تحقيق الهداية الإنسانية ؟ ... فالتطور البشري ألغى من الحياة فاعليتها الحقيقية حتى نعيش في طبيعتها بلا فاعلية مؤثرة وقوية في إحراز تطور يستحق التقدير . فالمعرفة القائمة في النظام البشري لا يمكن اعتبارها صحيحة إذا لم توافق عليها النساء موافقة مشروطة بنظام يكفل لهنَّ الإدلاء بالرأي بدون قيود من جانب الذكور , هذه حقيقة مرتبطة بالمعرفة البشرية بكل أصنافها وألوانها نحتاج إلى جانبها النسائي لنصل إلى التوافق والاتفاق .
فالمرأة رافقت الوجود الإنساني وغائبة منه غياب متعمد جائر وغير طبيعي ومن الطبيعي أن نعيد الحياة إلى طبيعتها الأصلية حتى نصل إلى الانسجام.
والمشكلة الأهم والأصعب في مجال التعبير عن بنية الحقوق التاريخية للنساء مدى عمقها في التاريخ الإنساني , فالتاريخ الطويل لسلب حقوق النساء أوصل نظام تفكيرهن إلى درجة الضياع. فالوعي النسائي المنغمس في الأخطاء ضمن طريقة التفاعل والتعامل بين البشر يصعب عليه تصحيح نظام الحياة التفاعلية حتى يرتفع وينسحب من بنية الأخطاء التاريخية نفسها.
فالعقل الذكري عقل وحشي أوصل الحياة إلى مرحلة يصعب فيها على النساء لعب دور موازٍ لدوره في نظام الحياة وسيبقى التاريخ محملاً بالوهم والاختلاف حتى تعود المرأة تلعب دوراً موازياً في نظامه وقادرة على استدراك جميع الأخطاء في نظام التاريخ الإنساني.

العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل







الوجود كوعي متعمق في معاني الموجودات الدَّالة على وجوده المتداخل والمنسجم مع غاياته, المعبرة عن محتواها المتلازم مع أصل الوجود.
فالمنظومة الكونية مرتبطة بقواعد تعمق تلازم البقاء المتكافئ لجميع منظوماتها المعبرة عن مسارات تحقق تفاعلاً فبما بينها لتأمين التلازم في الحركة المتداخلة مع قوانينها الدقيقة المؤدية لسر استقرارها المستمر.
فالكون مجال متوسع مدرك بالوعي العقلي المرتبط فيه لأن الطبيعة العقلية تنسجم مع مجالها الموحد.
وكل منظومة كونية لها مجالها الخاص وتمتلك طبيعة عقلية متوافقة معها ككينونة مستمرة في الوجود, والعمق الدال على معناها يعبر عنها بنوعيته الخاصة فيها وبالتالي فإن الكون هو نظام لتفاعل الحياة العقلية في جميع أرجائه, وعندما تتفاعل كينونة عقلية مع مجال خارج مجالها الخاص تندمج به لتخرُج من نظام المحاصرة العقلية في مجالها الخاص, والتطبيق المقترن بهذا الوعي يقودنا إلى فهم طبيعتنا العقلية في مجالنا الأرضي المغلق. فالطبيعة العقلية للبشر ضمن خارطة الوجود الكلي تعبر عن ماهيتها الخاصة بها لأن وعينا مرتبط بوجودنا حصراً, وكل المعارف المشكّلة قادمة من تاريخ التطور البشري وما تواصل معه من متلازمات طبيعية وكونية, هذا العقل يتغير مع المتغيرات المتلازمة مع تطوره, فالضرورة مرتبطة بجود الأشياء والأحياء, والعلاقة هي نظام التفاعل المختلف لطبعة العقل المختلف,والانفتاح وحده القادر على رسم المعالم الأساسية للتوسع العقلي, فكل ما يدخل في نظام الحياة ضروري لوجود الحياة والمعرفة وحدها تقودنا نحو التوسع في إدراك المحتوى الضروري للحياة نفسها, فالتلازم قائم بين الوعي والوجود لوعي الوجود نفسه.
لا يتوسع الوعي في إطاره المنغلق لأن جميع الأحكام المستخرجة من طبيعة الانغلاق العقلي ستكون قاصرة عن فهم الطبيعة المتعددة للوجود, وقاصرة عن فهم الطبيعة المتعددة للعقل, ومهما بلغ الفكر من التوسع والمرونة سيكون غير قادر على التلازم والتفاعل مع غيره بدون فهم محتواه واستيعاب هذا الفهم في بنائه الخاص وكل إنسان لا يستطيع أن يقول بأنه الإنسانية بدون الوعي الكامل للطبيعة الإنسانية.
وكل نظرية أودين لا يمكن أن يمثلا غيرهما بدون وعيه كاملاً وإدخاله في نظام بنيته والتكوين الطبيعي للعقل يعمق وعي محتواه الكلي ليدخل في نظام الكلية المتوافقة مع جميع أجزائه ومهما تعددت البنى الفكرية ستبقى قائمة على التنافر حتى تعي طبيعتها التعددية فعندما يكون المسلم وغيره قادراً أن يكون مسيحياً ويهودياً وبوذياً وكل ما بني على الطبيعة الإلهية عندها يكون قادراً على التمثل الكلي للوجود الديني مع غيره من الأديان وبدون هذا المحتوى يظل التنافر قائماً في الجوهر وفي البنية المعرفية للذات .
فالتلازم المتحد للعقل مع جميع العقول يقود إلى التوسع في بنية السلوك والمعرفة عندها يتوحد الله في الذات الكلية للبشر وتكون المعرفة معبرة عن طبيعتها التفاعلية ويمكن القياس من هذا المستوى على جميع المستويات المتواجدة في الطبيعة البشرية.
فالذكورة تظل قائمة في الذكر حتى يعي الأنوثة بكل مكوناتها وحاجاتها , ويكون قادراً على تمثلها في ذاته عندها يصل إلى بنيتها المتساوية في علاقته معها.
ولأنوثة تظل قائمة في الأنثى حتى تعي الذكورة بكل مكوناتها وحاجاتها ونكون قادرة على تمثلها ذاتياً عندها تصل إلى البنية المتساوية في العلاقة معه وكل طرف يتمثل الطرف الأخر وعياً ومسؤولية عندها ينتهي التباين في مستوى العلاقة والمعاملة وتظهر الحياة في وجودها الطبيعي.
سخيف من يقول أن العضو يعبر عن امتياز العضوية لأن العضوية وظيفية وليست كينونة عقلية واعية ومستقلة, والعضو الأنثوي يحتضن الحياة ويغذيها ليخرجها كاملة عضوياً يهبها إلى الوجود الحي والمفهوم البيولوجي يعتبره العضو الأهم في إنتاج الحياة, وبالتالي كل الألاعيب والأباطيل المحاكة حوله فاشلة وغير قادرة على الصمود أمام تكوين الحقيقة الأساسية في تكوين الوجود.
فكل معرفة لا تتضمن فهم غيرها تكون ناقصة وانهزامية , وكل إنسان لا يسمح للآخرين بتمثل سلوكه ووعيه يكون أنانياً ودكتاتورياً وانعزالياً ينحذف من هذا الوجود دون أن تستفيد الإنسانية من تراثه. فالقيمة الأساسية لكل إنسان بقدر ما يقدم لبنيته الإنسانية وبقدر ما يحافظ عليها كبنية واسعة وكونية بمكوناتها الذكرية والأنثوية القابلة للعطاء والتجدد في بنية موحدة ومستقبلية , والعقلية القادرة على استيعاب مكونات الوجود يحتفظ بها الوجود نظراً لارتباطها في بنيته والتوافق يستوعب البنى المتوافقة والمتفقة في الوجود لأن الارتباط بالحياة يعبر عن الاعتراف بوجودها والتفاعل مع الوجود يعطي الحياة الإنسانية بنية متوافقة مع بنيتها الأساسية ويلغي الوعي المعادي لبنية التطور.
حسين عجميّة
Ansaroz56@hotmail.com

الذكرونثوية







‏11‏/01‏/2006 طبيعة التكوين المتحد
جميع المفاهيم المتوارثة متنحية عن مفهوم الحقيقة المتوازنة لارتباطها المتعمد بالتضليل والتأويل والتقليد , لأن الأفعال الناشئة في سياق تاريخي تظل مرتبطة ومستمرة في بنية العقل التاريخي وكأن العقل البشري غير قادر على الخروج من معطياته السكونية والثابتة , فالعمليات الجارية لتصحيح المسار المرتبط بالمفاهيم يتصرف بطريقة إدعائية أو دعائية ناشئة عن الضعف في مستوى التحليل الجاري لإخراج الواقع من أزمة مرتبطة بالوجود الإنساني ومتعمقة في بنيته الأساسية . قائمة على الاتهام المباشر ليأخذ الدفاع المباشر مواقع ملتزمة بقواعده الدفاعية والتمسك بالأساسيات المرتبطة بالتملك الجائر للمفاهيم والأعراف والتقاليد وقواعد السلوك المحلية , والشكل الإجمالي لبنيوية المجتمعات مدرك لأهمية إخراج الواقع الأنثوي من الاستلاب التاريخي بالرغم من وجود مفاهيم تراجعية غايتها إحباط التقدم في الوحدة الحقوقية للنساء والرجال وصد الوعي التحرري للنساء لأن القدرة النسائية كوعي منبثق عن الطبيعة الأنثوية يتخذ بنية معارضة وأحياناً متعارضة تؤدي لخسارة متزايدة لمواقع مرتبطة بحياة النساء بينما يجب التركيز على توحيد المعايير البشرية للطبيعة الإنسانية , فالمرأة والرجل مرتبطان في طبيعة واحدة من حيث المحتوى الضمني لطبيعة الوجود وهم ملتزمين فيها لاإرادياً لتأمين الاستمرار والبقاء بقاء مرتبط بالهزائم والسيطرة والضغط ويفتقر إلى الحد الأدنى من الحيوية والتوافق , يقوم على إنتاج أجيال مرتبطة عقلياً وملتزمة بالأفكار الصادرة عن هذا الارتباط دون تغيير في المهام الوظيفية والفكرية الناتجة عن التواصل بين الأجيال .
فالجهود المبذولة للإبقاء على فنون السيادة والتبعية والارتهان أكبر من طاقة الرفض والتحمل لمجمل الفاعلية النسائية عبر التاريخ ,لأن التكوين المتفق عليه مع التتابع المتراكم للوجود التاريخي أدى إلى توحيد الأعراف والتقاليد والمفاهيم في بنية متداخلة مع الأحكام الصادرة عن الأديان السماوية مما أكسب واقع الذكور ارتباطاً بها وتصويرها على أنها إرادة كلية خارجة عن طاقة تفوق التصور ومرسلة من إله رحيم .
حتى مفهوم الرحمة تم استيعابه على أنه مخصص وكأن الخصوصية قادمة من تفرد تاريخي
بدون أن يدرك الإنسان التاريخي بأنه لافردية في الوجود الثنائي فالثنائية في بنية تشكيلنا الوراثي وجميع صفاتنا قادمة من الثنائية والعزل ليس من طبيعة الحياة العضوية , فأي موقف يستمر في فهم الخصوصية الفردية على أنها نظام مترفع وفوقي يضع نفسه خارج الوجود الإنساني . فالإنسانية كنظام طبيعي لحياة البشر تشكل وحدة متكاملة بين الذكورة والأنوثة
ولا يمكن الفصل الجغرافي والعضوي بين الجنسين وجميع الأعمال والبرامج المرتبطة بعزل النساء ناتجة عن شهوانية مفرطة في حب النساء لأن الالتصاق بالنساء إلى حدود الهلوسة الجنونية يقود إلى سلوك منافٍ للسوية الإنسانية بحيث يعمل على ربط النساء وبقوة فائقة بالرجال خوفاً من هروب الحياة من الأعضاء الذكرية وبالتالي يتم تخصيص النساء كمقابر للأعراس الذكرية وأي حرية مفتوحة المجال وغير مقيدة للنساء يمكن أن يؤدي إلى هروب التواصل بين الجنسين .
فالنزعة نحو الامتلاك مرتبطة بشبقية غريبة ونظام إحاطة وربط بالتابع ألذكوري المدرك لأهمية أنانيته في سجن النساء وتطويق عقولهن بالوهم والجهل ليتمكن من الربط العضوي بالطريقة التي تفرضها عليه شهوانيته المفرطة في اللذة الأحادية الجانب لأن الضعف الجاري على طبيعة الأفكار الذكرية يقودها إلى حرمان النساء من التمتع في إبراز طاقاتهن بحرية لتبقى المرأة ألعوبة ساذجة بين أيدي الرجال .
الحقيقة أهم من ذلك بكثير لأن الارتباط الواعي يقودنا باتجاه الإبداع , إبداع الحياة وإبداع الوعي بما يمكننا من التفوق في كافة المجالات . فالارتباط الصادق مع المرأة الحرة الواعية المتفهمة لقضايا الوجود الإنساني بكل أبعاده الثقافية يخلق وحدة كاملة ومتفهمة بين الجنسين قادرة على استيعاب المستجدات والإحاطة الروحية والجسدية بما يستجد عليهما من مهام تعمق التواصل الجنسي وصولاً إلى غايته المتسامية , فالعقلية المنفتحة قادرة على إخراج الكوامن الداخلية من بنيتها بدون إحراج وتكون قادرة على فهم ما يصدر عن الآخرين من ردود وأفعال
تستوعب كامل المفاهيم والمواقف الصادرة عن الجنسين . فالحب في محتواه الضمني ليس مجرد انجذاب آني وعشوائي نحو الجنس الأخر , إنه انجذاب متفهم لأهمية الجنس في بناء الحياة والتواصل يمكن العمل من خلاله على رفع السوية السلوكية والفكرية للجنسين نظراً للمهام الموحدة للوجود المشترك , من أجل الارتقاء بالعلاقات الإنسانية نحو جوهرها الطبيعي .
حسين عجميّة
Ansaroz56@hotmail.com

الحب والظلم في حياة النساء







المرأة كائن مكتمل جذاب أعطته الطبيعة قدرة الخلق والحب والتضحية , جميع البدائع نجدها في كائنات الرحمة كائن يرتفع ويرتقي في نظام الوجود ليعطي التواصل والبقاء وفاعلية الجسد الجميل امتياز الكائن البشري على غيره من المخلوقات الحية في نظامنا الأرضي , نظام يوافق محتواه إظهار نشاطاتنا الخلاقة في بناء الحضارة الإنسانية المتطورة .
لا يمكن أن نجد نقصاً في التعضي للكائن الأنثوي يبرر موقف الذكور من سلبه حق المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات , ولن تخسر البشرية شيئاً من إعطاء حقوق كاملة ومتوازية في نشاطها العملي والمعرفي لتحقيق التوازن , فالطبيعة وطاقة الخلق المولدة للحياة ورب الوجود وواجد الوجود أعطى الأنثى كامل بنيتها القادرة على متابعة الحياة وتتابع ترقيتها الدائمة من حيث المعرفة والتكوين , وجعل طاقة الاستيعاب عندها واسعة وطاقة التحمل أوسع وطاقة المحبة هي الأوسع , فالحياة أعطت ما عندها ونحن شوهنا معرفتنا لها , فالحياة ونظام الخلق في مضمونه يؤكد أهمية العطاء الوارد للتفاعل في نطاقه و يعطيه انبثاق جوهري وبنبوي يقف العقل الإنساني مبهوراً أمام دقته وروعة وظائفه الحيوية . وبالرغم من اقتناعنا الأكيد بأن حياة النساء مرتبطة عضوياً بوجودنا وفاعلة أشد الفاعلية في بنائنا الجسدي والروحي نغيب هذا الإدراك ونتجاهل محتواه الضمني ونصر على تدني الواقع النسائي في المستوى الخلقي عن الذكور ونفهم بأن العلاقة مع الحياة لا يمكن أن تستمر بدون وحدة بيولوجية تامة بين الجنسين , نقلل من أهمية الموضوع ونعتبره موقفاً عرضياً لا يلبي حاجاتنا الأنانية في التعالي واقتناص النساء في أشرس معركة عرفها الوجود الإنساني , معركة استلاب الحقوق بقوة الضغط وقوة العزل والتهميش المرتبط بصناعتنا وفاعليتنا وإصرارنا على الجانب الاجتماعي في العلاقة بين الذكورة ولأنوثة وطريقة بناء هذه العلاقة قائمة على إجحاف مؤكد للتقليل من أهمية النساء في بناء الحضارة والثقافة الإنسانية .
لا يمكن لثقافة مهما امتلك أصحابها من قوة النفوذ والسيطرة أن تستمر في الوعي الإنساني بدون أن تخلد ذاتها من طريقة تعاطيها مع الوجود الإجتماعي كمعطي فاعل يجسد هذا النشاط ويقويه , ورفده بطاقة العبور نحو المستقبل الإنساني . فالتطور الوحيد الجانب سينتهي عند يعمل الجانب الآخر بوعي فاعل ومؤثر في طريقة التعاطي مع التطور بالجانب الأحادي ومهما بلغ التطور والحضاري المرتبط بواقع البشرية من قوة التأثير والسيطرة ستتغير طبيعة ومحتوى بنيته عندما تصل النساء إلى الحد القادر والمؤثر في الحضارة البشرية , ستعلن المرأة وبشكل واضح أن الحضارة القائمة هي حضارة الذكور , والتيار الجديد سيتغير لأن الجانب الأنثوي أدرك ماهية الانحراف والتضليل في بناءه المعتمد على العقل المرتبط بطريقة ترتيبه وصياغته , عقل قاصر عن إجراء ما يلزم لبقاء الوجود منسجم مع ذاته لأن الطرف الآخر مغيب من هذا الوجود وبعد إدراج وعيه وسلوكه وتأثيره كطرف مساوٍ في الحقوق والواجبات سيتغير مجرى التاريخ الحضاري للبشر .
يمكن من خلال تبادل التأثير العالمي الوصول إلى وعي نسائي قادر للدخول كشريك فاعل في بناء الحضارة وعندما يصطدم بالمخلفات السلبية الموروثة من عصور لا علاقة للنساء بتكوينها سيتم نفيها من الوجود بالرغم من قوة هذا التجذر, لن تقف النساء بعد إدراكهن ضرورة إجراء تغيير في البناء الثقافي البشري حتى يتساوى البناء بالتأثير الثقافي والحضاري بين الجنسين وسيبقى النضال جاريا بكافة الوسائل المتاحة حتى تتحقق القواعد اللازمة بالمشاركة الفعلية للنساء في النشاط الإنساني وإلغاء كافة المفاهيم المؤثرة على النشاط الأنثوي واتهامه بالعجز والضعف في اتخاذ مواقف مساوية لمواقف الذكور مهما ادعوا بأن البنية الجسدية غير مؤهلة ومهما كان الاعتقاد عن طبيعة المرأة الجنسية ستدخل الوجود بفاعلية نشيطة ومشاركة حقيقية في جميع النشاطات الخاصة بالطبيعة الذكرية لأن المرأة هي ضحية الاعتداء دائما من خلال التضليل الجاري على وعي الذكور أنفسهم بالوهم المرفق بأن المرأة سبب الإغواء الوحيد . فبناء القواعد والأسس الحقوقية المتكافئة يمكن وضعها كإطار تعاملي بين الجنسين ومهما كانت طبيعة المنع لإلغاء مشاركة النساء والحد من ربط مسؤولية الأخطاء الناتجة عن التطور الفردي للتاريخ بالجانب المهيمن فقط , يمكن وقف الاعتداء على واقع النساء بالتركيز على ثقافة المساواة عندها نصل إلى قوانين قادرة على ربط الأسباب بمسبباتها الحقيقية وتحميل الطرف المعتدي مسؤولية الأخطاء فيلتغي الواقع المبرمج على إلغاء حقوق النساء في العالم .